نقلا عن اليومى..
قليلة جدا هى الأفلام التى تمس المشاعر الإنسانية وتحكى عن تجارب شخصية وذاتية ممزوجة بحكايات ومواقف وطنية، إلا أن تلك المعادلة الصعبة توفرت لدى المخرجة دينا حمزة ابنة الشاعر الكبير الراحل محمد حمزة الذى كتب روائع الأغانى التى تغنى بها العندليب عبدالحليم حافظ والتى سطرت تاريخه ما بين الأغنيات الوطنية والعاطفية والشعبية، ولو تحدثنا عن حكاية عبدالحليم وحمزة وعلاقتهما وصداقتهما التى نتج عنها روائع الأغنيات سنجدها كثيرة جدا وعلى غرار أغنيتهما الشهيرة التى تقول: «لو حكينا يا حبيبى نبتدى منين الحكاية»، سنجد أن حكايات العندليب مع حمزة كثيرة وممتعة، وكل أغنية بينهما لها حكاية وقصة. الشاعر محمد حمزة قدم للعندليب أغانى كثيرة من أهمها «سواح، وزى الهوا، وموعود، ومداح القمر، وحاول تفتكرنى، وعاش اللى قال، وفدائى، وماشى الطريق، وجانا الهوى»، وغيرها من الأغانى، ولكن أغنية «أى دمعة حزن لا» تعد من الأغانى التى لها حكاية خاصة، وقد حكت لـ«اليوم السابع» ابنة الشاعر محمد حمزة قصة تلك الأغنية التى كان اسمها الحقيقى الذى كتبها به الشاعر محمد حمزة «جاى الزمان»، وهو نفس الاسم الذى اختارته دينا حمزة لفيلمها، لكن العندليب وملحن الأغنية بليغ حمدى قاما بتغيير اسم الأغنية.تمزج دينا داخل الفيلم التسجيلى الطويل (جاى الزمان) قصصها مع والدها بأغانى العندليب التى تغنى بها لوالدها، فقصة الشاعر محمد حمزة وسيرته دائما سيكون للراحل عبدالحليم حافظ النصيب الأكبر فيها، فقبل وفاة العندليب لم يكن حمزة يفارقه وبعد وفاته تأثر حمزة كثيرا وظل عبدالحليم موجودا فى وجدان حمزة وصوره فى منزله وأغانيه لا تفارق مسامعه ويكاد يكون الفيلم ترنيمة حزينة تحكى تاريخ مصر بكلمات حمزة وحكايات دينا وصوت العندليب، فأغانى عبدالحليم الوطنية كانت حاضرة فى الفيلم واستطاعت دينا حمزة أن تستخدم تلك الأغانى التى كانت حاضرة حتى فى ثورات مصر جميعها وفى ثورة 25 يناير تغنى الثوار بالأغنية الشهيرة «فدائى.. فدائى».يتناول الفيلم تجربة حقيقية للمخرجة التى عانت من الوحدة بعد رحيل والدها الشاعر الكبير محمد حمزة سنة 2010، والتى كادت أن تصل بها إلى درجة الانتحار ولكنها قررت أن تعيش وتبحث فى منزلها عن مخرج من الوحدة، فتوقفت عند راديو تركه لها والدها والذى أصبح ونيسها الوحيد الذى بدأت تستمع فيه على محطة الأغانى لأعمال والدها والذى كتب فى الستينيات لكبار المطربين مثل عبدالحليم حافظ وشادية ووردة، حيث قررت أن تخرج من أزمتها بالبحث عنه أبا وشاعرا مع الأماكن والأشخاص الذين ترك بهم بصمته. وقالت دينا حمزة لـ«اليوم السابع» إنها بعد أن انتهت من الفيلم لم ينته شعورها بالوحدة ولكن أصبح معها أشخاص آخرون تحكى لهم عن وحدتها، وقالت أيضا إن عبدالحليم كان حاضرا دائما فى بيت والدها، وأنها شخصيا تحفظ عن ظهر قلب أغانيه التى صنعت وشكلت وجدان أجيال ومازالت مستمرة فى ذلك لأنها أغانٍ خالدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق